U3F1ZWV6ZTIyNzM3NTk1MDI1MDYwX0ZyZWUxNDM0NDg0MTA4MTEyNQ==

الجزائر: رمز الكرامة والصمود في الوطن العربي

  الجزائر: رمز الكرامة والصمود في الوطن العربي

                           

القمة العربية بالجزائر ٢٠٢٢
الجزائر: رمز الكرامة والصمود في الوطن العربي

التعاون العربي بين قمتي الجزائر و جدة

في يوم الفاتح من نوفمبر 2022 المصادف لذكرى الثورة التحريرية الجزائرية تعقد قمة مميزة للدول العربية 31 في الجزائر، في ظل استمرار التشرذم و الضعف العربي عقب الربيع العربي منذ 2011، و انبطاح شبه كلي لبعض الدول نحو الهرولة الى التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

 فهل ستنجح الجزائر في لم الشمل العربي؟.على الأقل التكامل الإقتصادي؟.في سياق فرصة ثمينة لاعادة الإستقطاب الدولي. لبعث اجواء الإتحاد العربي الغائب منذ 1973.طالع مستقبل العالم العربي

مرجعية تاريخية

كما هو معلوم فإن العمق التاريخي مشترك بين كل الأقطار العربية منذ أكثر من ألف عام. و ما يجمع العرب( أبرزها الدين الإسلامي و الثروة البشرية و  اللغة و الجغرافيا..) أكثر مما يفرقهم.
و إذا عدنا بايجاز إلى السياق التاريخي القريب، فالنظام العالمي اختل منذ بداية تسعينيات القرن الماضي بعد انهيار المعسكر الشرقي(ا سوفياتي) 1990، ثم تفرد الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها بالهيمنة على العالم  رغم شعاراتها البراقة كالديمقراطية و الحرية التي تطبقها على شعوبها فقط و تحرمها على كل شعب يريد التحرر التكنولوجي و الإقتصادي و العسكري.
و ظهر ذلك جليا في قضية العراق 1991 ثم 2003، كما حللها عالم المستقبليات المهدي المنجرة رحمه الله.
هذا الوضع الذي أفرز تزايد التدين في أوساط الشعوب العربية و حتى بعض المجتمعات الغربية.
و لا أنكر بعض محاسن الحضارة الغربية في العشرين سنة الأخيرة كالطفرة الرقمية و الجيل الرابع و الخامس من التكنولوجيا الرقمية و ما صاحبها من تحولات في النظم الآجتماعية و الإقتصادية.
ثم نرى الآن اعادة للخريطة الدولية مع عالم متعدد الأقطاب مع صعود الصين و روسيا و لكن الصين تتطور اقتصاديا فقط و لا تملك مشروع حضاري، و أرى إن المستقبل للعالم الإسلامي إذا اتحد و أخذ بأسباب القوة العلمية ان شاء الله. المهم أن الأزمات التي يعيشها الغرب اليوم طاقويا و اجتماعيا و حتى مناخيا يمكن أن تكون فرصة ثمينة للعالم العربي للم شمله و العودة إلى مجده الغابر.طالع راهن الأمة العربية و الإسلامية

مؤشرات اقتصادية صادمة! 

و بلغة الأرقام فحسب مصادر رسمية فإن حجم التجارة البينية بين الدول العربية لا تتجاوز 10% فقط بينما تجاوزت 60 % في شرق آسيا.

كما تتراوح نسبة البطالة من 20% في الجزائر إلى أزيد من 50% في بعض الدول.

و في سياق الحديث عن الأمن الغذائي فإن 65% من احتياجات العالم العربي مستوردة من الخارج للأسف، مما يستدعي اتخاذ استراتيجية عاجلة للتخفيف من التبعية للخارج.

و رغم تقلص نسبة الأمية و لكن ظهر نوع جديد و هو الأمية الرقمية!.

الأمن الغذائي و الطاقوي

قال الله تعالى:(فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف) "قريش".

فالإكتفاء الغذائي أمر أساسي لا يستقيم أي مجال أخر إلا بتحققه. و حسب البرنامج التكاملي للجامعة العربية فتطمح هذه الهيئة الى تقليص إعتماد العالم العربي على الواردات في القمح من 75% الى 50% بحلول 2030 بحول الله.

 و طبعا لا يتم هذا أو غيره إلا بالأمن و الإستقرار السياسي الذي يغيب للأسف في العديد من الدول العربية: كاليمن و غيرها.


الرقمنة في الجزائر

كما ينبغي بل يتحتم على الحكومات العربية تسريع التحول الرقمي على مستوى اداراتها و في كل المجالات الإقتصادية و الإعلامية و التربوية تقريبا. وانشاء بنك البيانات السحابي لتبادل المعلومات بأمان بين الهيئات العربية لإضفاء الشفافية و سرعة الخدمات الإقتصادية و الإجتماعية.

مبشرات و لكن؟

بعيدا عن خطاب اليأس و الإحباط، سبقت هذه القمة في الجزائر اجتماع ناجح للفصائل الفلسطينية في شهر اكتوبر ، حيث تم الإتفاق حول  رزنامة المصالحة الوطنية تصب في الأخير حول الإنتخابات التشريعية و الرئاسية في مدى عام بحول الله، رغم التخوفات حول تنفيذ ذلك.

الخاتمة

لا شك أن واقع الدول العربية المنهك بالخلافات و التدخلات الأجنبية يجعل من الصعب تحقيق الإتحاد المنشود، لكن التطورات الدولية الأخيرة للتوجه نحو عالم متعدد الأقطاب فرصة ذهبية لتكتل العرب على الأقل اقتصاديا.
و يبقى أهم تحدي للعالم العربي و الإسلامي هو تجسيد قرارات الجامعة العربية وفق آليات تنفيذية على أرض الواقع تعيد الأمل لطموحات شعوبها ان شاء الله.
مع تحياتي الصادقة.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

لديك تعليق ارسله هنا:

الاسمبريد إلكترونيرسالة