بسم الله الرحمن الرحيم.
هل كان أخناتون ملك التوحيد في زمن يوسف عليه السلام؟
يعتقد كثير من المؤرخين أن فراعنة مصر القديمة كانوا ملوكًا جبابرة متكبرين، لا يؤمنون بالله ولا يذعنون للتوحيد. لكن التاريخ يذكر اسم ملك مختلف أحدث ثورة في الديانة المصرية القديمة.
وهو الملك أخناتون. فهل كان أخناتون هو الملك الذي عاش في زمن النبي يوسف عليه السلام؟
من هو أخناتون؟
-
الاسم الأصلي: أمنحوتب الرابع.
-
المدة: حكم مصر من 1369 إلى 1354 ق.م (17 سنة).
-
التغيير: غيّر اسمه إلى أخناتون أي المخلص للإله الواحد.
-
العائلة: زوجته الملكة الشهيرة نفرتيتي، وابنه توت عنخ آمون. الذي اكتشفه عالم الآثار كارتر في عشرينيات القرن الماضي 1922 بوادي الملوك في الأقصر ثم تم نقل آثاره سليمة إلى متحف القاهرة الجديد مؤخرا .
-
العاصمة: نقلها من طيبة إلى تل العمارنة.
وقد أثار أخناتون جدلاً واسعًا بين علماء التاريخ والآثار، خاصة بعدما تبنى فكرة عبادة إله واحد سماه آتون بدلًا من تعدد الآلهة الذي كان سائداً في مصر القديمة.
يوسف عليه السلام ودعوته للتوحيد
لا ريب حسب القرآن الكريم أن الملك في زمن يوسف عليه السلام قد أذعن لرسالة التوحيد ، قال الله عزو جل ( و قال الملك أتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين . قال اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم) "يوسف 54-55".
القرآن الكريم يذكر أن ملك مصر في زمن يوسف عليه السلام آمن بدعوته.
بعد أن ظهرت براءة يوسف عليه السلام من تهمة امرأة العزيز، ولاحظ الملك حكمته وأمانته، عيّنه مسؤولاً عن خزائن مصر. وقد ساعد يوسف مصر على تجاوز أزمة القحط بفضل تفسيره لرؤيا الملك.
هذا الملك –بحسب القرآن– استجاب لدعوة يوسف إلى التوحيد، تمامًا كما دعا الأنبياء من قبل إلى عبادة الله وحده.
و قال الله عز وجل (و لما بلغ أشده آتيناه حكما و علما و كذلك نجزي المحسنين) "يوسف 22"
و ( أارباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) "يوسف".
هل الملك هو أخناتون؟ الآراء التاريخية
-
المستشرقون وبعض المؤرخين الغربيين: يرون أن يوسف عليه السلام عاش في عهد أخناتون، بدليل أن كليهما دعا إلى التوحيد ونبذ عبادة الأصنام.
-
المؤرخون المسلمون: مثل د. رمضان عوض (جامعة عين شمس) يؤكدون أن هذا الرأي مرفوض، لأن القرآن استعمل كلمة ملك في قصة يوسف، بينما لقب فرعون لم يظهر إلا مع ملوك لاحقين، ومنهم أخناتون.
إضافةً إلى أن تمثال أخناتون لا يطابق وصف يوسف في القرآن من حيث الجمال الذي فتن نساء مصر.
احتمال آخر: عصر الهكسوس
يرى بعض الباحثين أن يوسف عليه السلام عاش في فترة الهكسوس، وهم حكام أجانب جاؤوا إلى مصر. وبعد طرد الهكسوس محا الفراعنة آثار تلك الحقبة، مما يفسر قلة الأدلة الأثرية المباشرة على وجود يوسف عليه السلام.
لماذا لا تذكر الحضارات القديمة أخبار الأنبياء؟
التاريخ يُظهر أن أقوام الأنبياء غالبًا لم يؤمنوا برسالتهم، ولذلك لم يوثقوا قصصهم، بل حاولوا طمسها. ومع ذلك، ما زالت هناك شواهد قليلة تحتاج إلى المزيد من التنقيب، خاصة أن أكثر من 70% من الآثار المصرية لم يُكتشف بعد.
الخاتمة
قصة يوسف عليه السلام ثابتة في القرآن الكريم ولا شك فيها. أما القول إن الملك في زمن يوسف هو أخناتون، فلا يمكن الجزم به، وإنما هو فرضية تاريخية تحتاج إلى أدلة أثرية قوية.
تبقى الحقيقة أن دعوة التوحيد واحدة في كل زمان، وأن يوسف عليه السلام كان مثالًا للصبر والحكمة والإخلاص، سواء في عصر الهكسوس أو مع أحد ملوك مصر القدماء.
إرسال تعليق
لديك تعليق ارسله هنا: