آخر تحديث: 09.03.2025
هل السماوات السبع موجودة في هذا الكون أم خارجه؟
منذ زمان ، أبهرتني زينة السماء بنجومها في الليلة الصافية، و راودني سؤال مثير مفاده : هل السماوات السبع المذكورة في القرآن هي نفسها المجرات الكونية أي موجودة في هذا الكون أم خارجه كليا؟
قبل ان أبدا هذا البحث اود ان انوه أن 5% فقط تم اكتشافه من طرف علماء الفلك و يبقى 95 % في حيز المجهول! حسب فريق بعثة بلانك، و النموذج القياسي لعلم الكونيات، فإن مجموع الطاقة-الكتلة في الكون المعروف يحتوي على المادة العادية بنسبة 5٪، والمادة المظلمة بنسبة 26.8٪ والطاقة المظلمة بنسبة 68.3٪.
أصول و قواعد:
_ موضوع السماوات السبع ليس من المواضيع الأخروية التي لا ينبغي البحث عن حقيقتها و تفاصيلها حسب عقيدة أهل السنة و الجماعة سوى الإيمان بها فقط.
أدلة الشريعة:
مفهوم السماء
نظرة موجزة حول نشأة الكون:
لكي نقرب القارئ إلى فهم المسألة ، ينبغي أن نعود إلى حقائق نشأة الكون في ضوء العلم و القرآن.و نفهم من هذا أن السموات السبع قد انبثقت من كتلة السماء الأولى عند بداية نشأة الكون.
نظرة علماء الفلك:
اختلفت نظرة العلماء المسلمين و الغربيين حول المسألة ، ولكن الكثير منهم اتفق من حيث المبدأ على مفهوم و تعريف السماء و كيفية نشأة العالم او الكون.
فقد ذهب بعض العلماء المسلمين كالدكتور زغلول النجار على كروية السماوات و أن كل سماء تحوي و تحيط بالسماء التي قبلها كالكرة ، و أن كل هذا الكون بمجراته و نجومه ما هو إلا السماء الأولى (الدنيا) لأن مجرتنا فقط تحوي ملايين النجوم مثل شمسنا، فعلى اعتبار من يرى أن المجموعة الشمسية هي السماء الأولى (كالدكتور المصري :الفندي) فإنه يوجد ملايين السماوات و ليس سبعة!، و هذا طبعا غير صحيح و ان الكرسي محيط بالسماوات السبع.
ذهب جمع آخر من العلماء يرى بان المجموعة الشمسية هي السماء الأولى و مجرة درب التبانة هي السماء الثانية...ومنهم الدكتور الدمرداش ووافقوا بذلك بعض علماء الغرب.
و هذا راي ضعيف لان السماوات السبع طباقا كالقبة.
آخر ما رصده علماء الفلك(حسب نظرهم) حول الكون المرصود الذي يتكون من حوالي تريليون مجرة ،و يعتقد ان عمره حوالي 13 مليار سنة . و يتكون من الأرض التي هي جزء من المجموعة الشمسية التي بدورها جزء من حيز محلي يتكون من عشرات النجوم عرضه 50 سنة ضوئية ، و هذا الحيز بدوره جزء من مجرة درب التبانة التي سمكها 150 ألف سنة ضوئية،
و هي بدورها تكون مع خمسين مجرة (منها مجرة اندر وميرا) عنقود او مجموعة محلية قطره 10 ملايين سنة ضوئية، لتشكل مع ملايين المجرات الأخرى عنقود عظيم آخر عرضه 100 مليون سنة ضوئية، ثم عنقود آخر اعظم يبعد عنا نحو مليار سنة ضوئية! الله اكبر، أي سبع سماوات علميا.
نظرة علماء الإسلام:
لا بأس أن نستشهد بآخر نتائج علماء الإسلام المعاصرين استنادا إلى الشواهد و الأدلة العلمية، لأن علم الفلك لم يكن متطور في زمن السلف الصالح(مع احترامي لتفاسيرهم).
تصور المنظور الإسلامي للوجود هو أنه يتكون من سبع سماوات كروية داخلة في بعضها بعض (انظر الصورة أعلاه) ، و هذه السماوات بدورها محاطة بمخلوق هائل هو الكرسي و هو بدوره محاط بعرش الرحمان.
الدليل كما جاء في حديث الإسراء و المعراج ، و حديث : بين كل سماء و سماء مسيرة خمسمأة عام (4).
أين الأرضين السبع؟!
و دليلهم صفة السماوات المطبقة بعضها فوق بعض كالقبة كما وضحت آنفا، لأن الله ذكر أن للسماوات باب أي إنها مغلقة (كسقف القبة)، قال تعالى: (و فتحنا أبواب السماء بماء منهمر). يؤيده حديث المعراج.
حيث ان سقف كل سماء هو أرض للسماء التي تليها. و بين كل سماء و الأخرى مسيرة خمسمئة عام كما اخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم.
فإذا كان الأمر كذلك فإن كل ما اكتشف في الكون من ملايير المجرات و عناقيد بعرض ملايين السنين الضوئية او اكثر ما هو إلا السماء الدنيا! و هو محاط بأرض السماء الثانية عند حافة الكون التي لم تكتشف بعد! و الله أعلم.
أين الجنة؟
حسب عقيدة اهل السنة و الجماعة (و لن أحيد عنها) فإن الجنة و النار مخلوقتان قبل خلق الأرض و السماوات ،و الجنة موجودة الآن و هي في السماء و لم يخالف هذا إلا من ضل من الطوائف الضالة من المسلمين كالمعتزلة (قديما).
و الدليل هو رؤية رسول الله عليه السلام الجنة في الإسراء و المعراج لما جاوز السماء السابعة ، و عند سدرة المنتهى، (1) . قال الله عز و جل في سورة النجم : (عند سدرة المنتهى 14عندها جنة المأوى15 إذ يغشى السدرة ما يغشى16). أما تفاصيل أين توجد فلا يمكن معرفة ذلك ، فهو من الغيب الذي استأثر الله به ، و ما علينا إلا الإيمان بما جاء في النصوص.
(شاهد قناة راغب السرجاني حول هذا الموضوع).
الخاتمة
و في الأخير إذا جمعنا بين المنظور الإسلامي و علم الفلك حول المسألة ، يمكن أن نرجح كون السماوات السبع عبارة عن بناء محكم كروي ، يحوي ملايين المجرات و النجوم موزعة عبر كل سماء. و هذا الكون الذي نعلمه (قدره بعض العلماء ب 4.6 بالمئاة من الوجود) ما هو إلا جزء يسير من خلق الله.المصادر:
(1) : حديث الإسراء و المعراج
(2) : الجنة و النار : لعمر سليمان الأشقر.
(3) : http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2012-12-04-18-31-08/1094-2013-03-20-15-13-11
(4) : قال الشيخ ابن عثمين هو موقوف في حكم الرفع ، و صحح اسناده الألباني و له شواهد.
إرسال تعليق
لديك تعليق ارسله هنا: