U3F1ZWV6ZTIyNzM3NTk1MDI1MDYwX0ZyZWUxNDM0NDg0MTA4MTEyNQ==

ما هو السبب الحقيقي للتغير المناخي للأرض؟

 ما هو السبب الحقيقي للتغير المناخي للأرض؟

                                                                                                                  التغير المناخي                      

you can translate this article

لا شك أن كل عاقل يلاحظ دخول العالم في العقدين الأخيرين و خاصة منذ 2019، في مرحلة جديدة غير مسبوقة في ظل احداث غريبة كبرى في المجال الصحي "كوفيد 19" الوباء العالمي الذي  شل العالم.
ثم الكوارث المناخية غيرالمسبوقة : جفاف الأنهار باوروبا ، الحرائق، الفياضانات، و الذي زاد الطين بلة الصراع الروسي الأكراني. مما أدى إلى تراجع اقتصاد العالم في ضل التضخم. 

و انقسم الناس بين مستخف ساخر و بين مبالغ في التهويل و التخويف، و ليس هذا هدفي بل أحاول بث الطمأنينة في النفوس الحائرة. قال الله تعالى: (إن الله يمسك السماوات و الأرض أن تزولا و لئن زالتا إن أمسكهما من احد من بعده)"فاطر 41". 
و ضجت وسائل الإعلام الثقيلة ووسائل التواصل الإجتماعي بزخم كبير من الآراء و التحليلات بمختلف التيارات و اعتقادات الخبراء: فذهب أكثر علماء الغرب إلى ظاهر الأزمة من الزاوية العلمية فقط ، أي التغير المناخي و الإحتباس الحراري الناجم من مخلفات الثورة الصناعية في الغرب و العالم منذ خمسينيات القرن الماضي مع اغفال السبب الحقيقي للمرض ، و ذهب بعضهم لرد هذه الأحادث من الزاوية الدينية أي علامات نهاية العالم كما جاء في نصوص الأديان السماوية، و بقي آخرون في حيرة من أمرهم، فأين هو الحل الحقيقي لمعضلة العالم هذه؟!.

شاهد فيديو رائع للدكتور الفلسطيني محمد المبيض 

     

أسباب التغير المناخي

الرأي العام العلمي  يرجح  تسبب الإنسان في التغير المناخي، و الغريب أنه لأغراض سياسية و اقتصادية يقصي بشكل لا موضوعي الرأي المعارض و يتهمونه بالمؤامرة المؤيدة للأسباب الطبيعية مستندين إلى تاريخ الكوارث الطبيعية التي ضربت الأرض عبر التاريخ(قبل آلاف السنين)، أي أن ما يحصل هو عقاب من الله.
و هذا حق و لكن يمكن الجمع بين الفرقين:
لا ينسب الشر  الى الله ابدا فما يحصل من فساد في الأرض هو بسبب الإنسان و حماقات و تكالب الشركات الرأسمالية، و لكن لا يحدث شيء في هذا الكون إلا بإذن الله. قال الله تعالى: (ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت ايدي الناس).

إذا رأينا الى الأنشطة البشرية و هي السبب المباشر للتغير المناخي، ومن أهمّ هذه الأنشطة:

  • حرق الوقود الأحفوري.
  • إزالة الغابات.
  • الزراعة: 
  • الصناعة.

النظرة الشمولية: العلم و الدين

في الحقيقة توقع الكثير من علماء المستقبليات كالمهدي المنجرة منذ مطلع الألفية الثالثة بداية افول و ضعف الحضارة الغربية التي دامت اكثر من خمسة قرون. إن التشخيص الصحيح لسبب المرض هو السبيل الوحيد لعلاجه، و العالم الغربي و اتباعه الآن يحاول تخفيف أعراضه غافلا عن الأسباب الماورائية الغيبية. نتيجة خطئه التاريخي منذ قرون في فصل الدين عن مناحي الحياة، حتى وصل إلى الحائط الآن!. 
انا لست خبير بالتغير المناخي و لا فيلسوف في علم الإجتماع، و لكني سأفيد القارئ ان شاء الله بآخر ما توصل و اتفق عليه عقلاء و علماء حضارات العالم (الحضارة الإسلامية و كذلك الغربية): نتيجة ما ذهب إليه علماء الدين المعتدلين ووافقتم كبرى مدارس علم الإجتماع في ألمانيا وغيرها: 
 إن أصح منهج هو المنهج الشامل الذي يجمع بين مختلف العلوم ، الذي يرى من الزاوية العلمية والدينية. كما توصل إليه ابن خلدون و غيره من كبار علماء الإسلام و كذا عقلاء الغرب. و ليس منهج الإغراق في التخصص في نفس المجال الذي أثبت فشله و محدوديته( طبعا لا أنكر المواهب الخاصة و لكن ينبغي على صاحب الموهبة الإطلاع و لو بشكل مجمل على بعض الميادين الأخرى).
و كي أبسط الأمر على عموم الجمهور فإن الحل هو من يراعي النصوص الصريحة في الإسلام مع مراعاة الأسباب العلمية المخففة لتأثيرات التغير المناخي. كما كان رسول الله عليه الصلاة و السلام يبذل من أسباب مع توكله على الله. 
أما محاولة الكثير من علماء الغرب لإيجاد حلول لأعراض المرض مع التكبر و الذهول عن السبب الحقيقي للمرض و هو الإيمان بالله تعالى و طاعته ، أقول الإعراض عن ذلك لا يشخص أصل المرض و السبب الحقيقي و بالتالي فسيرى العالم المزيد من الأحداث الأكثر حدة. وما هذه الأحداث إلا إنذارات أولية. قال الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

الحلول البيئية:

و مع  ذلك لست احد دعاة التعصب الديني المعرقل للعلم بل بذل الأسباب هو من صلب الإسلام الوسطي و السنة المطهرة. فينبغي بل يجب على حكومات العالم المتقدم تهذيب اقتصاداتها الرأسمالية التوسعية بما يراعي الجوانب البيئية و الإجتماعية و الحد من الإحتباس الحراري و التلوث المسبب للجفاف و الكوارث كالأعاصير..طالع مقالي اشارات النهاية و التغير المناخي

                                                                              
نيازك

و قد تفطنت مؤخرا كبرى هذه الدول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية و الصين في قمة المناخ الأخيرة في بريطانيا(التالية في مصر في نوفمبر المقبل cop27)، و اتفقوا على خفض الإحتباس الحراري إلى النصف بحلول 2030 و لكن هذا تأخر كثيرا و إذا  تم تنفيذه  سيؤدي إلى تخفيف الخطر فقط. و ذلك عبر غلق المراكز النووية و التحول نحو الطاقات المتجددة كالهيدروجين الأخضر و الطاقة الشمسية و الرياح. رغم ان  نسبة  هذه الطاقات شكلت أكثر من 37 % من الإستهلاك الكلي للكهرباء في الإتحاد الأوروبي لعام 2020  على غرار الدول الإسكندنافية و ألمانيا و كندا، حيث شكلت قدرة الطاقات المتجددة عام 2018:  1179 جيجاواط في العالم. 
أما في الوطن العربي فتحتل الصدارة السعودية و بعض دول الخليج ثم المغرب 37%  ثم مصر 20% لعام 2020، و تطمح الجزائر إلى بلوغ 40 % عام 2035. 
ووفقًا لتقرير صدر عام 2018 عن بلومبيرغ نيو إينيرجي فاينانس، فإن طاقة الرياح والطاقة الشمسية يعتقد أن تولد نحو 50% من الاحتياجات الطاقية للعالم بحلول 2040 أو2050.
أما الطاقة الأحفورية التي حسب بعض  الخبرات محتمل أن ستنفذ بعد 15 سنة، و الأكثر تفائلا  كوكالة بلومبورغ يقولون أن النفط سينفذ بعد 50 سنة ان شاء الله.  

هل ما يحدث له علاقة بالمؤامرة

مما لا شك فيه أبدا ألا يحدث أي حدث صغير أو كبير في هذا الكون إلا بمشيئة الله و علمه حسب أصول العقيدة الإسلامية، و حتى لو حاول أي مخلوق إحداث ما يرغب فيه لا يحصل ذلك إلا إذا أذن له الله و في حدود دائرة معينة.
و أكثر ما يروج له في وسائل التواصل الإجتماعي من مؤامرة خفية وراء كوفيد 19 أو الزلازل او الفياضانات! هذا كلام فارغ. هل يعقل أن يستطيع أي مخلوق إثارة بركان او اسقاط نيزك أو زلزال!!. هذا مستحيل.(راجع محاضرات الدكتور المبيض على قناته).

خاتمة:

هذه رسالة لكل عاقل مستبصر،تذكر من له قلب حي و تبقى نوعية من الناس لا تستيقض إلا في الوقت الضائع. 
ورغم أن هذه الأحداث ظاهرها مأساوي إلا أن الحكمة الإلهية تجعل منها في الأخير نصر للإسلام الحق و خزي لأعدائه.
نسأل الله العفو و العافية.
و السلام على أشرف المرسلين.
مع تحياتي الصادقة.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

لديك تعليق ارسله هنا:

الاسمبريد إلكترونيرسالة