آخر تحديث:21.09.2024.
التغير المناخي
نقلت وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة تأويلات و فرضيات غريبة عن مستقبل الأرض بعد كورونا.
تنبؤات علمية غريبة، فقد ذكرت بعض الأوساط العلمية في الولايات المتحدة الامريكية منذ 2017 بان العالم سيشهد كارثة مصدرها فيروس! في سياق الحديث عن الاحتباس الحراري، فكيف تنبأت هذه الأوساط بجائحة كوفيد19 قبل حدوثها بسنتين؟!.هذا ما يثير شكوك و تساؤلات عديدة. و لماذا لم تتخذ السلطات المعنية هذه التحذيرات محمل الجد؟
و نظرة ايلون ماسك• بحدوث كوارث طبيعية هائلة بعضها ناجم عن الاحتباس الحراري و ضرورة الرحلة الى المريخ!
و أخرى دينية كاحاديث علامات الساعة في السنة المطهرة. حيث الكل : المسلمون و زعماء الغرب مجمعون على نهاية الكون قريبا و لكن تختلف تفاصيل كيفية ذلك بين النصوص الإسلامية و نظرة الغرب.
فما الحقيقة وهل يمكن الجمع بين النصوص الدينية و النظريات العلمية؟
• ايلون ماسك : هو عالم فلك بارز ، و ملياردير .احد أغنياء المعمورة، و صاحب مشروع إرسال الانسان إلى المريخ.(شركة SpaceX للفضاء).
ملاحظات هامة:
1_نهاية العالم هو من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، و مستحيل لأي كان ان يعلم زمن وقوع، فالأحداث الأخيرة تستوجب منا وقفة لاصلاح علاقتنا بالله و لكن لا علاقة لها بقرب قيام الساعة لأن ذلك لن يحدث يقينا إلا بعد سلسلة من العلامات الكبرى على غرار ظهور المهدي و الدجال و نزول عيسى عليه السلام كما وضحته نصوص العقيدة الإسلامية.
2_ الحديث عن علامات الساعة مخيف ، ولكن يجب التنبيه بين الخوف المحمود
الذي يؤدي الى طاعة الله، و الخوف المذموم المبالغ فيه و الذي لا اقصده.
3_ رغم كل اهوال قرب الساعة ، الا ان الله قد وعد المؤمنين الصادقين بنجاتهم و انقاضهم و لا يخلف الله الميعاد، قال تعالى :( وكان حقا علينا نصر المؤمنين)"الروم:47".
شاهد فيديو حول الموضوع
هل التغير المناخي بسبب الإنسان أم طبيعي؟
الرأي العام العلمي و حتى الرسمي يؤيد بقوة دور الإنسان في التغير المناخي،و هذا الطرف لأغراض اقتصادية يقصي بشكل إيديولوجي الفريق المعارض و يتهمونه بالمؤامرة المؤيدة للأسباب الطبيعية مستندين إلى أدلة تاريخية: الكوارث الطبيعية التي ضربت الأرض عبر التاريخ(قبل آلاف السنين)، أي أن ما يحصل هو عقاب من الله.
و هذا حق و لكن يمكن الجمع بين الفرقين:
لا ينسب الشر الى الله ابدا فما يحصل من فساد في الأرض هو بسبب الإنسان و حماقات و تكالب الشركات الرأسمالية.
و لكن لا يحدث شيء في هذا الكون إلا بإذن الله. قال الله تعالى: (ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت ايدي الناس)"الروم: 41".
التغير المناخي و نهاية العالم!
و المثير للمخاوف و التساؤلات الان هو مستقبل البشرية بعد حدث كوفيد19 الغير مسبوق، فقد اثارت العديد من جمعيات حماية البيئة و المنظمات الحكومة او غير الحكومية مخاوف بشان الاحتباس الحراري للأرض خلال العقود الأخيرة و هو ناتج عن عدة أسباب أهمها الغازات الدفيئة و التلوث. و احدث تقرير للخبراء بهذا الشأن يحذر أنه اذا لم تأخذ الحكومات خاصة الغنية إجراءات سريعة لحماية البيئة، فانه بحلول عام 2050 ستغرق الكثير من المدن الساحلية نتيجة ارتفاع مستوى البحار و المحيطات ب13 متر الناتج من ذوبان جليد القطب الشمالي و الجنوبي، ناهيك عن اتلاف الغابات و الفيضانات غير المسبوقة و الامراض .و هذا نتيجة ارتفاع حرارة الارض!.
صورة التقطتها حصريا (مروحية إطفاء اثناء كارثة الغابات بتيزي وزو الجزائر) 12/08/2021
لقد بدا بشكل واضح الان بعد الكوارث الأخيرة، ان تدهور البيئة خطر حقيقي و ليس مؤامرة، و على الحكومات اتخاذ إجراءات سريعة و فعالة على الأقل للحد من تأثيرات انبعاثات الغازات الدفيئة. على غرار اتفاق باريس للمناخ 2015،الذي وقعت عليه معظم الدول الغنية. حيث يحذر العلماء من زيادة درجة حرارة الأرض لأكثر من درجتين .و باجتماع cop 26 في بريطانيا يحاول اكبر زعماء الدول الغنية كبح ارتفاع حرارة الارض في حدود درجة و نصف بحلول ٢٠٥٠ ان شاء الله.مع عرض عدة مشاريع بيئية ضخمة كمشروع تنظيف هواء الغلاف الجوي بواسطة الات خاصة (تكلف ١٠٠ دولار لتنظيف كل طن من الهواء).
بالإضافة لعدة تساؤلات أخرى حول منشأ فيروس كورونا الغامض
اية الدخان و النيزك:
الأرض مع موعد فلكي كبير يوم الفاتح من فبراير 2023 مع اقتراب المذنب الأخضر الى حوالي 40 مليون كلم من الأرض ثم يكمل مساره مبتعدا:
نبذة علمية عن النيازك و المذنبات
يزور الأرض حوالي 6000 نيزك سنويا! كلها تقريبا تذوب في الغلاف الجوي للأرض بفضل الله، و نادرا ما يصل بعضها الى الأرض حيث تسقط على الأرض نيازك صغيرة جدا كل 50 او 100سنة لا تخلف اي ضرر، اما النيازك الأكبر من 100 متر فلا تزور الأرض الا كل 50 الى 100 مليون سنة حسب العلماء، كالذي ضرب الديناصورات منذ 65 مليون عام بالقرب من المكسيك.
و حسب تصنيف خبراء ناسا فإن كل نيزك أو كويكب إذا قل قطره عن 150 متر و مر على أكثر من 08 مليون كلم كأقرب نقطة له من الأرض فإنه لا يشكل أي خطر على الأرض.
احتمال اصطدام نيازك على الأرض مخلفة زلازل و براكين، و في هذا شاهد من احاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث حذر ما بمعناه أنه سيكون في نهاية الزمان خسف و مسخ و قذف. (صحيح).
وهنا امر خطير تحدث عنه العديد من علماء الدين المعاصرين، و حتى بعض علماء الفلك في امريكا و الغرب.
حيث اختلفوا بين مستهزئ معرض عن آيات الله هذه، و بين مبالغ في التهويل حتى يظن ان القيامة حانت!، ومما لا شك فيه ان الله حافظ هذا الكون و لا يحدث حدث الا بإذنه، و ان القيامة لا تقوم حتى تظهر الآيات العشر الكبرى التي اخبرنا بها الصادق المصدوق محمد عليه السلام:أي ظهور المهدي ثم الدخان و الدجال و نزول عيسى عليه السلام..
حيث فصل الدكتور محمد المبيض (الفلسطيني) في عدة حلقات حول تفسير ايات تشير الى حدث كوني قبل اشارات الساعة الكبرى، و تدور حول اية الدخان ، قال تعالى في سورة الدخان :( فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين )، حيث يفسر الدكتور هذه الايات باحتمال سقوط نيزك كبير في ناحية من الارض يحدث دخان كثيف يعم جهات واسعة من الارض و كوارث مصاحبة كالتسونامي في البحار!حسب تاويله.
وهذا استنادا الى عدة ادلة في سورة يونس و الانعام و الطارق ،و نصوص من أثر الصحابة رضي الله عنهم.
و اثاره ليست عشواءية بل مسومة و موجهة الى اقوام معينين (حيث الفساد).
ان اية الدخان في القرآن الكريم لا شك فيها و لكن تاويل الدكتور هو اجتهاد منه و احتمال لا اجزم به ،لانه يحتمل ان يكون مصدر الدخان بركان عظيم، ثم ما هو الدليل على وقوع هذه الأحداث في زماننا؟! حيث انه لم تقع أي علامة من العلامات العشر الكبرى كما وضحت سابقا. و الله اعلم.
و مع ان لهذه التطورات الكونية تستوقف المسلم الصادق و تزيده رهبة و خوف الله، لكن ينبغي اليقين أنه لن يحدث شيء في هذا الكون الا بإذن و مشيئة الله فلا نخاف الا على ذنوبنا و معاصينا ، و لا نبالغ في التهويل والتخويف. و يجب ان ابين هنا ان جماهير الغرب محرومون من هذه الثقة الايمانية و السلام النفسي الداخلي . و الحمد لله على نعمة الإسلام.
يقول العديد من الدكاترة المسلمين،كالدكتور محمد المبيض: ان ما يشهده العالم الان هو شبيه بتحذير الله لفرعون في زمن موسى عليه السلام ، حيث ارسل الله تسع ايات انذار: القمل و الطوفان و الجراد...
و رغم ان ضرر الكوارث حاليا قد يصيب جميع الارض بشكل متفاوت، الا أنه تمهيد لتمكين الصالحين في آخر المطاف بحول الله.
و لا وجود للمؤامرة ، اذا ان البشر عاجزين تماما عن احداث هذه الظواهر الكبرى.
الماسونية حقيقة ام وهم؟:
يحمل الكثير الماسونية العالمية مسؤولية ما يحدث في الارض من كوارث و قلائل (نظرية المؤامرة)، و لكي نكون موضوعيين يجب ان ننظر الى المسالة بوسطية.
هناك بلا شك حركة عنصرية عالمية تدعى الماسونية منذ قرون كما يشهد له التاريخ( بروتوكول صهيون).و صفات اليهود مذكورة في القرآن الكريم. و لكن من غير المعقول تحميل الماسونية كل مشاكل البشرية ، فما علاقة الماسونية بالنيازك التي تسقط على الأرض مثلا؟!.
الكل مسؤول و خاصة الحكومات و لا ينبغي ان نختبأ و نغطي اخطاءنا وراء الماسونية.
و لكن تستغل هذه الحركة السرية مشاكل العالم لصالحها و لتحقيق سيطرة ثلة من اغنياء المعمورة
على معظم ثروات العالم المادية و البشرية...
مثلا تحويل أموال ضخمة من ميزانيات الحكومات في الدول الغنية او الفقيرة الى البنوك الماسونية بحجة مكافحة التدهور البيئي.
و كذلك افتعال الازمات و الخلافات بين الدول خاصة في الشرق الأوسط لتفريق و تفكيك الدول الكبرى و أهمها الإسلامية .
الخاتمة:
نهاية العالم حتمية لا مفر منها، و السؤال العملي هو ماذا اعددنا لها ؟
1_نهاية العالم هو من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، و مستحيل لأي كان ان يعلم زمن وقوع، فالأحداث الأخيرة تستوجب منا التوبة الصادقة مع الله ثم عباده و لكن ربطها بقرب قيام الساعة ضرب من الدجل و القول بلا علم لأن ذلك لن يحدث يقينا إلا بعد سلسلة من العلامات الكبرى على غرار ظهور المهدي و الدجال و نزول عيسى عليه السلام كما جاء في العقيدة الإسلامية.
اسال الله ان يقبضنا و هو راض عنا.
السلام عليك ورحمة الله وبركاتة.
ردحذفموضوع مهم جدا، مشكور على التنبيه.