تتبع البيانات وتهديدها للخصوصية الشخصية.. هل هناك حل؟
لقد تسارعت التحولات الجيوسياسية منذ القرن الماضي وما صاحبها من تحولات اقتصادية و اجتماعية و فكرية.
فمر العالم من نظام ثناءي الأقطاب الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الامريكية الى أحادي الأقطاب منذ انهيار ا س بقيادة الو م ا، 1990.
لتتخذ العولمة شعار لها. العولمة التي تلقت ضربة في ازمة الكوفيد 19 و اخرى في ازمة الطاقة و سلاسل التوريد مع الصراعات جيغو سياسية.
ثم نرى الان عودة إلى العالم متعدد الأقطاب مع صعود الصين كأول قوة اقتصادية ،وقوى صاعدة أخرى كروسيا و الهند. و ما يشهده الصراع العسكري الآن بين روسيا و اكرانيا خير دليل على عودة النظام المتعدد الأقطاب.
الأنظمة الوطنية و نظام العولمة:
الغرب والعولمة:
رأي الإسلام:
خاتمة:
ما بعد الحداثة الجيل الرابع
الأيديولوجيا
هو علم الأفكار ، و يقصد به انطلاق المفكر من بيئة اجتماعية و خلفيات فكرية ذاتية فيعطي نتائج غير صحيحة و مخالفة للواقع والحقيقة. في الحقيقة اللاموضوعية ليست شر محض في حد ذاته بل التعصب لها هو الخطأ .حيث أنه من غير الممكن الكتابة بموضوعية كاملة لأنه لكل كاتب شخصيته و أصله ، و لكن ينبغي له تحري الموضوعية اما استطاع.
ما بعد التنوير و الحداثة في الغرب:
رغم تحيز الرأي العام في الغرب الإيديولوجي نحو مظاهر الحضارة الغربية و تهميشه عبر وسائل الإعلام لباقي حضارات العالم ، فقد تغيرت في العقود الأخيرة عند المفكرين و الفلاسفة الغرب النظرة المثالية و الوردية للنهضة الأوروبية العقلانية [1] حيث صارت تسع العاطفة و شيء من الدين بعدما إتهمته باللاموضوعية ، مع العلم ان عقلانية التنوير في أوروبا متهمة نفسها بسيطرة الإنسان على الطبيعة.
و مبنية على استعلاءها على باقي حضارات شعوب العالم عند أكثر مفكريها خاصة المستشرقين الفرنسيين حتى قال المفكر الشهير فيكتور يغو في القرون الوسطى إن الله وهب لنا إفريقيا (للسيطرة عليها).
و أستثني الاستشراق الألماني المعتدل و الأقرب إلى الموضوعية والحقيقة ، أذكر على المثل لا الحصر : المفكرة الألمانية زيغريد هونكه ، و آنا ماري شيمل…
و هذا التحول نحو الاتزان و الموضوعية لبعض المثقفين الغربيين راجع لعدة أسباب ، من أبرزها الطفرة التكنولوجية التي عرفتها وسائل الإتصال و الإعلام الرقمي مؤخرا (الأنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي رغم بعض سلبياتها) و المفتوح على حرية الرأي و الرأي الآخر.
فقد انتهى أو انحصر عهد التوجيه الأحادي و احتكار المؤسسات الرسمية لوسائل الإعلام. و محاولة تظليل الجماهير بسياساتها الإيديولوجية.
و على الجهات الرسمية الآن دور المراقبة و تبيين الأخبار الكاذبة و التنظيم فقط.
الأيديولوجيا في الفكر الإسلامي:
لم يسلم مفكرو المسلمين من اتهامهم باللاموضوعية خاصة من طرف العلمانيين .
فالحل هو الجمع بين محاسن الحداثيين [2] و الدينيين ، و بين إيجابيات كل مدرسة ، مدرسة العقلانيين من الفلاسفة و المفكرين المسلمين على غرار ابن رشد و ابن خلدون و بعدهم أركون الخ، و مدرسة الروحانيين كالغزالي و ابن العربي…و اجتناب مساوئهم. أي الاستماع إلى رأي الآخر ثم نقده موضوعيا بالأدلة بأسلوب حضاري و ليس الرفض المسبق و الاقصاء.
اما الرسالة الإسلامية المعتدلة فهي مثالية من حيث الأصل (الكتاب و السنة الصحيحة) ، لا يمكن نقدها أبدا من أي كان ، مفكر او فيلسوف محدود العقل.
فهي الرسالة السماوية الوحيدة التي تمكنت من تحقيق التوازن بين عقلانية الغرب و روحانية الشرق.
و هذا يصب في الأخير لإسعاد الإنسان في شتى المجالات المادية و النفسية و الروحية. و إن أردت الدليل على ذلك فعد إلى التاريخ و إلى فجر الدولة الإسلامية و ما خلفته هذه الحضارة من شواهد العظمة و العلوم و الفكر في جامعات بغداد و دمشق و قرطبة و اشبيلية بالأندلس و غيرها.
قد يقول قائل : و لكن ما سر هذا التخلف الذي يشهده العالم الإسلامي منذ قرون؟، و الجواب يكمن ببساطة بضرورة التفريق بين أصل الرسالة السماوية المثالية كما جاء بها محمد صلى الله عليه و سلم و بين ممارسة الكثير من المسلمين الذين انحرفوا عن الأصل و اختلفوا في شيع و جماعات متنازعة، أي ينبغي لكل عاقل التمييز بين الإسلام الحق و تصرفات بعض المسلمين.
ولا أقصد بكلامي التعميم بل استثني فئات واسعة من النخبة من المثقفين المسلمين و المصلحين في كل زمان و مكان رغم قلتهم.
الجيل الرابع
فكريا:
يقول الدكتور طارق السويدان (دكتور في هندسة البترول من أمريكا و داعية إسلامي) أن خمسة عشر مركز بحث استراتيجي في عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية مجمعون أن الصراع القادم هو بين حضارة الغرب و حضارة الإسلام.
اجتماعيا:
تكنولوجيا و اقتصاديا:
الخاتمة :
[1] التي يعود جذورها إلى أواخر القرن السابع عشر حيث ارتكزت على العقلانية و الغاء ما هو روحي ، من رواد فكرها الفيلسوف الفرنسي ديكارت…
[2] : اقصد العقلانيين المسلمين و ليس الماديين المتطرفين (العلمانيين).
إرسال تعليق
لديك تعليق ارسله هنا: