من قمم الحضارة إلى أعماق النسيان.. رحلة في تاريخ المسلمين المثير!
لقد راود الكثير من المفكرين و المصلحين أسئلة مصيرية حول حال المسلمين منذ زمن طويل ، لعل أبرزها لماذا تاخر المسلمون و لماذا تقدم غيرهم ؟ و ما هي أنجع السبل للخروج من هذا التخلف؟
لقد ألف الكثير عن هذا الموضوع مثل ما ألفه رواد النهضة الاسلامية من الجيل الأول كالأمير شكيب ارسلان و مالك بن نبي رحمهما الله. قبل الخوض في هذا البحث ، ارجوا من القارئ الكريم أن يتفهم تفصيلي العميق في عدة مواضع لهذا الموضوع ، إذ ان التشخيص الصحيح للمرض هو من اهم أسباب الشفاء . حيث أن سطحية الكثير من بحثوا في هذا الموضوع (مع احترامي لهم) لا تسمح بمنح العلاج الناجع لأنها لم تكشف الأسباب الحقيقية للمرض.
الخلفية التاريخية:
ان المتتبع لتاريخ المسلمين يلاحظ مرور الأمة بفترات قوة قصيرة و فترات طويلة من الضعف باستثناء القرون الثلاثة الأولى لفجر الإسلام المزدهرة,(هذا الضعف ينحصر في أقطار دون باقي الوطن الإسلامي الشاسع المزدهرة).
. يقول رسول الله ﷺ بمعناه أن الأمة تبدأ بالنبوة ثم بالخلافة الراشدة ثم ملكا عاضا وراثيا، ثم حكما جبريا ثم تعود الى منهج النبوة ثم سكت (رواه أحمد و البزار ،و صححه الألباني).
في ظل هذا الحديث يمكن تمييز خمسة مراحل تاريخية منذ النبوة إلى قيام الساعة:
1) مرحلة النبوة:
الفترة المكية ثم المدنية و هي مرحلة التأسيس.
2)مرحلة الخلافة على منهج النبوة:
و هي فترة حكم الخلفاء الراشدون المزدهرة ، التي دامت أربعون سنة، و شهدت فتوحات و توسع الدولة خاصة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
3)مرحلة الملك العاض الوراثي: (50 ه إلى 658 ه )الدولة الأموية ثم العباسية
و هي أطول مرحلة ، شهدت ازدهار في بداياتها أثناء القرون الثلاثة الأولى التي ذكرت في الحديث الصحيح" خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" حيث بلغت اوج عظمتها في عهد الخليفة هارون الرشيد. ثم أخذت مظاهر الترف العلمي منذ عهد الخلفاء المؤمون و الأمين (التفلسف الإغريقي الخطير في أصول الدين). ثم بدأ ضعف الدولة الإسلامية منذ القرن الرابع الهجري،مع ظهور الشيعة و الطوائف الضالة و رغم محاولات الإصلاح التي سجلها التاريخ للكثير من العظماء و المصلحين كالسلطان صلاح الدين الأيوبي (القرن السادس) بالمشرق ، و أمير المرابطين يوسف بن تاشفين (القرن الخامس) بالمغرب.إلا ان الضعف استمر إلى قيام الدولة العثمانية القوية في البداية حيث فتحت القسطنطينية 857ه كما بشر بها النبي عليه السلام و لكن سقطت في نفس الفترة غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس.
4) الحكم الجبري:
اختلف العلماء حول بداية هذه الفترة و هل نحن في نهايتها أم لا ، و الذي يظهر لي من خلال دراسة التاريخ الإسلامي: أن هذه المرحلة بدأت منذ خمسة قرون أي منذ نهاية القرن السابع عشر الميلادي تاريخ بداية ضعف الدولة العثمانية و صعود الحضارة الغربية إثر حركات التنوير في أوروبا و الثورة الصناعية في بريطانيا، و يظهر الحكم الجبري القهري جليا بوضوح منذ سقوط الخلافة العثمانية 1926.
5) عودة الخلافة على منهج النبوة:
منذ سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي ظهرت مظاهر التدين ، و منذ بداية الألفية الثالثة نضجت الصحوة و تميزت بالطابع العلمي السلمي رغم ما قيل فيها من نقائص، هناك العديد من الدعاة و شيوخ الإسلام يرجحون اننا في مرحلة التحضير و التصفية و التربية التي تسبق ظهور الإمام المهدي و عودة الخلافة الراشدة كما بشرنا بها رسول الله عليه السلام. و مع الإرهاصات منذ 2019 (الوباء العالمي، و تراجع قوة الغرب) كان الأرض تتهيأ لحدث عظيم لصالح الإسلام ان شاء الله.
و تبقى تفاصيل هده المسألة من الغيب الذي استأثر الله بعلمه و لا يمكنني الجزم فيها.
ممكن تمييز ثلاث محطات للصحوة الإسلامية المعاصرة:
منذ نهاية القرن الرابع عشر الهجري و بداية النصف الأول من القرن العشرين م تخلصت الدول الإسلامية من الاستعمار المباشر(2) بفضل الحركات الإصلاحية "الجيل الأول "مثل "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" ثم الحركات النضالية مما أثمر بالاستقلال السياسي لجل الدول العربية و العالم الثالث ، على غرار الجزائر يوم 02 يوليو 1962. و لكن بقيت معظم هذه الدول تابعة فكريا و اقتصاديا للغرب؟!
ثم منذ السبعينات و بعد حرب أكتوبر 1973 (اول نصر محدود للعرب على إسرائيل) ظهرت مظاهر التدين في حركات إسلامية على اختلاف و تباين كبير في المنهج و المقاصد .
مرورا بتفكك المعسكر الشرقي والسيطرة الأمريكية على العالم بعد غزو العراق يناير 1991.
ثم منذ حوالي بداية الألفية الثالثة 2001م (مع الحملة الشرسة للدول الغربية ضد الإسلام بما يدعى الحرب على الإرهاب " و الإسلام بريء من ذلك طبعا).
مكامن القوة و الضعف للصحوة المعاصرة
رغم ظهور و انتشار التدين بنسبة كبيرة منذ نهاية القرن العشرين في المجتمعات الإسلامية و حتى في بعض الدول الغربية، إلا ان الصحوة لم تسفر عن عودة الخلافة الاسلامية الى اليوم، و السبب الرئيسي لذلك حسب رأيي و رأي كبار شيوخ الاسلام راجع:
- التحزب و انتشار حركات الاسلام السياسي، و اختلاف الطرق و المذاهب المخالفة للسنة المطهرة. مما زاد في تفرق العالم الاسلامي و التأخر.
- تهميش نخبة العلماء و المصلحين من قبل الحكام تأثرا بالمخططات الماسونية الخارجية.
- و رغم ذلك لا ننكر النجاح النسبي على مستوى القاعدة الشعبية و الأفراد، بتحولها من الاسلام السطحي التقليدي الى الاسلام الحق بوسطية و اعتدال. خصوصا مع بداية الالفية الثالثة بالجزائر و منذ حوالي 2019 بالعالم العربي.
- و يخطئ بعض الدعاة (رغم احترامي لهم) اننا على أعتاب فتنة الدهيماء و اشراط الساعة الكبرى التي لن تظهر إلا بعد ظهور المهدي و عودة الخلافة الاسلامية بالشام كما اخبر الصادق المصدوق محمد ﷺ.
و لا يكون ذلك إلا و المسلمون في حالة قوة و ليس في حالة التشرم و الضعف الحالية. لكن لا أنكر ظهور ارهاصات ممهدة لعودة الخلافة ان شاء الله منها:
- انتشار الصحوة العلمية في الاوساط الشعبية.
- بداية ضعف العالم الغربي مع الازمات الاقتصادية و الاجتماعية الأخيرة.
- حتى على الصعيد البيئي اخبر رسول الله ﷺ بعودة جزيرة العرب مروجا و انهارا كما كانت، و هذا نشاهد بداية ارهاصاته مع الفياضانات و الامطار غير المسبوقة في صحراء الجزيرة العربية و شمال افريقيا.
فتنة الدهيماء
لقد بشر رسولنا محمد ﷺ بعودة الخلافة الراشدة في آخر الزمان في حديث خطير و مشهور عند المحدثين: ( تكون خلافة على منهج النبوة ثم يرفعها الله... ثم ملكا عاضا، ثم ملكا جبريا، ثم خلافة على منهج النبوة). و في حديث صححه الألباني و الحاكم ووافقه الذهبي: بمعنى ستحدث فتنة الأحلاس (بداية الملك العاض) ثم فتنة السراء ثم فتنة الدهيماء ثم الدجال.
و يشهد له حديث آخر رواه احمد و غيره (صححه الحاكم و الذهبي . و كذلك الألباني رحمه الله) حول فتنة الأحلاس و السراء ثم الدهيماء ، يقول رسول الله ﷺ : كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ قَالَ هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ.
لا شك أن الأمة بحاجة إلى مزيد من التصفية و التربية و العمل الجاد .و ما يهمنا من كل هذا : بماذا سنستعد لكل هذه الأحداث؟
لا شك أن الجواب هو تقوى الله بإقامة التوحيد بصدق و السلوك القويم بالعلم النافع و العمل الصالح.
نسأل الله العفو العافية.
أسباب تخلف المسلمين و طرق العلاج:
و قال الرسول ﷺ "...عليكم
بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي...و إياكم و محدثات الأمور فإن كل
محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار " .صحيح ، و ظل هذا الوضع
رغم مجهودات السلاطين العثمانيين .
أ) التشخيص العلمي
إن ظهور الطوائف في الإسلام ناتج عن اختلاف المسلمين ، علماءهم و أتباعهم الشبيه باختلاف الأمم السابقة اليهود و النصارى حيث اختل التوازن بين العلم و العمل.
إن عدم نجاح هذه الحركات يعود بالأساس إلى التركيز المفرط على زاوية واحدة من الدين ، و الله يقول (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تومنون بالله واليوم الاخر) "النساء" و هؤلاء يقدمون أي شيخهم على نصوص الكتاب و السنة الواضحة‼.
إن الذي لا يقبل النقد ابدا هي أصول التوحيد و العقيدة و الأخلاق و أصول الدين التي اجمع عليها علماء الإسلام خاصة السلف أما المسائل الخلافية فلا يمكن أن نفرض فيها رأي معين على الآخر .فقد اختلف علماء السلف الكبار في فهمهم للنصوص (كالشافعي و الإمام مالك رضي الله عنهم...)و لكنهم لم ينحرفوا إلى النزاع و الصراع.
و كذلك ينبغي انتهاج الوسطية في إصلاح الدين و الدنيا (وسيلة للخلافة في الأرض). قال الله تعالى "و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل " (الأنفال 60).
قال الله عز وجل :" وما أمروا إلا لعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة و ذلك دين القيمة" (البينة:05).
ب) على الصعيد السياسي:
و لقد اختلفت رؤى المصلحين في طريقة نهوض الأمة. فبعد استقلال هذه الدول رأت الحكومات العربية أن النهوض يكون عن طريق نفس الأسباب المادية التي تفوق بها الغرب مع اهمال الهوية الدينية لشعوبها ,فأخذت بالقومية و الشيوعية و غيرها من مذاهب الغرب و الشرق.
و لكنها وصلت الى طريق مسدود كما أثبت ذلك التاريخ مثل الانهزامات السياسية لدول المواجهة كمصر في صراعها العربي الإسرائيلي خاصة 1967 ،ثم عاصفة الصحراء 1991 على العراق( الحرب الحضارية الأولى كما سماها المفكر المهدي المنجرة) ناهيك عن التبعية الإقتصادية و الثقافية...
ويحضرني هنا قول عمر رضي الله عنه : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمتى ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.
جاء في مؤلفات مالك بن نبي (أحد الأعلام المجددين) رحمه الله:
مفهوم القابلية للاستعمار ... نحن العرب ركزنا على مكافحة الاحتلال مباشرة (عسكريا) و غفلنا على مكافحته فكريا نظرا للضعف الحضاري للدول العربية...انتهى كلامه.
كما يلاحظ في بداية الصحوة انتشار الأحزاب و الجماعات السياسية المخالفة للسنة (3)
لقد حذر نبينا ﷺ من الغلو (المبالغة) في الدين ، و بعد ان تخلصنا من غلو التطرف السياسي الديني (انحصار الجماعات السياسية نسبيا "الخوارج قديما") و قعنا في شكل آخر من التطرف في العقود الأخيرة : ألا و هو الغلو العلمي (لأن للغلو الديني عدة أشكال:
منها التطرف السياسي و الصوفي ، و العلمي). فقد ظهر في بعض اوساط شباب الصحوة السلفية نوع من الغرور العلمي و اتهام كبار علماء الإسلام بمخالفة السنة! (الجرح و التعديل) ، و التركيز المفرط على بعض المسائل الخلافية الشكلية في فروع الحديث و اهمال الأصول و العمل. باستثناء بعض العقلاء منهم و الراسخون في العلم من شيوخ الدعوة السلفية المتزنين.
وحاصل القول في الأخير ان منهج الإصلاح استقر في النهاية بالعودة الى المنهج الوسطي كما كان عليه الرسول (ص) أي الاعتدال دين و دنيا (4)بالمحافظة على أصول الإسلام خاصة عقيدة التوحيد مع مواكبة العصر علميا و عمليا(رغم بقاء إلى الآن بعض الجماعات لكن هذبت منهجها كحزب العدالة و التنمية في تركيا).
بعض نتائج و تطور الصحوة الإسلامية المعاصرة:
قال الرسول ﷺ بمعنى أن الله يبعث للأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها
دينها (صحيح ،صححه الحاكم و ابن حجر).
و الذي يشخص نتائج وواقع الصحوة الإسلامية منذ السبعينات و إلى يومنا
هذا يجد انحصارها في نخبة محدودة من
المجتمعات الإسلامية ،و خاصتهم هي نخبة
المثقفين المعتدلين المتحررين من أي جماعة الذين جمعوا بين الهوية الإسلامية و
التنوير العلمي المعاصر ، و في معظم المجالات .
قبل
أن أعرض بعض النتائج المبشرة للصحوة اود
ان أوضح طبيعة التحول الحالي في الصراع مع الغرب:
إن
المواجهة العسكرية التقليدية مكلفة و تجاوزها الزمن . فقد لجأت القوى العالمية منذ
عقود خاصة الماسونية و المراكز الاستراتيجية الغربية إلى الهيمنة الفكرية و الإستخباراتية (الغزو الفكري و هو الأخطر)، خصوصا مع تطور
الوسائل الرقمية العصرية مثل أقمار
الجوسسة و طائرات "درون" و الذكاء الصناعي منذ 2012، و اختراق أنظمة معلومات الدولة عبر الهجمات السبرانية
(الفيروسات).
و وسائل
الإعلام مثل الأنترنت لنشر
إيديولوجيات معينة لتضليل عامة الشعوب و جعلها تسير في فلكها "العولمة". (و استثني محاسن الرقمنة).
ثم
اللعب على الأمن الغذائي و الاقتصادي مستغلة ديون الدول الفقيرة لفرض شروط الدوائر المسيطرة على العالم (الشركات المتعددة
الجنسيات).و ظهر مؤخرا مع وباء كورونا
ما يسمى بالأمن الصحي.
و لا ينجوا من هذا إلا الدول ذات
الاكتفاء الذاتي اقتصاديا ،و فئات المجتمع
المحصنة من الهجمات الفكرية حسب تمسكها القوي بهويتها الثقافية و الدينية.
الخاتمة:
لقد أنزل الله رسالته و تكفل بحفظها عبر العلماء ورثة الأنبياء عليهم السلام في كل زمان و مكان الى قيام الساعة ،وعصرنا يعتبر حلقة من حلقات تاريخ الأمة في صراعها الداخلي و الخارجي. أرجوا الله أن أكون من أحد رجال الرسالة الإسلامية الخالدة بأعمالي المتواضعة على هدي النبي صلى الله عليه و سلم لإسعاد عائلتي و المجتمع لنيل رضا الله ،قال تعالى "و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز"(الحج).
إرسال تعليق
لديك تعليق ارسله هنا: