آخر تحديث: 30.09.2024
التهديدات السيبرانية و أمن البيانات
إن لكل تكنولوجيا جديدة ايجابيات و لا تخلوا من سلبيات، و ذلك منذ الثورة الصناعية في اوروبا و العالم. و ها نحن مع الثورة الصناعية الرابعة
![]() |
الأمن السيبراني |
في السنين الماضية اكتشفت شركة امازونAmazon اختراق غير عادي في بعض لوحات الأجهزة الاكترونية المستوردة من الصين، تكمن في شرائح للتجسس بحجم أصغر من البوصة مزروعة في تلك الأجهزة!! كيف حدث هذا؟
يقول الخبراء تقوم بعض الجهات الاستخباراتية في الدول الكبرى(لن أذكر اسمها) باعتراض الأجهزة الإلكترونية الحساسة أثناء سلاسل التوريد سرا لزرع شرائها التجسسية! لم يعد أحد في مأمن في هذا العالم.
ان هذا التطور الاستخباراتي الخطير يحتم على حكومات الدول العربية الغافلة تأمين أجهزة اتصالاتها خصوصا في المؤسسات الحساسة كالدفاع العسكري. و هذا عبر حلين:
_اما تصنيع أجهزتها محليا و هذا بعيد التحقيق.
_ اما مراقبة ما تستورده عبر سلاسل التوريد من المصنع المصدر الى وصولها محليا. و الله خير حافظا.
طفرة الانترنت
إن الرقمنة و شبكات الأنترنت الفائقة السرعة من الجيل الخامس...و رغم محاسنها والتحولات الكبرى التي أحدثتها في أنظمة العمل الإقتصادية و الإعلامية و حتى الإجتماعية إلا انه بات هاجس الهجمات السيبرانية و مسألة الخصوصية هاجس يؤرق الحكومات و خبراء المعلوماتية.
كما أن معظم المحتوى المعروض على وسائل التواصل الإجتماعي غير مفيد و لا يرقى إلى المحتوى الهادف (القليل) رغم وجود الملايين من القنوات، 50 مليون قناة على اليوتيوب(2022) تحتل مواقع الموسيقى و المحتوى الترفيهي التافه ضمن 50 المراتب الأولى!
ما الذي يقصد بالهجمات السيبرانية و ما هي أنواعها؟
هي اختراقات من طرف مجرمين مجهولين عادة يعملون في الأنترنت المظلم لشل أنظمة الشركات في الغالب عبر الفيروسات أو برامج الفدية أو انتهاك خصوصية بعض الأفراد البارزين.
لأغراض مالية في الغالب. و لا يستبعد استخدامها من طرف هيئات استخباراتية لدول كبرى بينها خلافات سياسية.
أما أبرز أنواعها فهي ثلاثة:
1) هجمات سرية البيانات confidentiality :
و كما دل عليها عنوانها فهي تستهدف إلغاء طابع السرية على المعلومات الشخصية العامة كالبريد الإلكتروني و الهوية، و كذلك المعلومات التعريفية للشركات .
2) الهجمات الأبتزازية availability
و الغرض منها كذلك هو كشف البيانات و ابتزازها.
3) هجمات توافرية البياناتintegrity
و هي الأخطر و يمنع المهاجمون من خلالها الشركات أو الأشخاص المستهدفين من الوصول إلى بياناتهم بتشفيرها.
و ليست المشكلة في كبرى شركات المعلوماتية ك google و twitter و لكن في الأطراف الخارجية (هيئات استخباراتية حكومية أو غيرها) التي تضغط على محركات البحث هذه لتسليم البيانات الشخصية لبعض الأفراد المشهورين أو مؤسساتهم.
حجم خسائر الهجمات الإلكترونية
وهجمات الفدية هي أكثر الهجمات شيوعا و هي تستهدف عادة أكبر الشركات الإقتصادية بمنع أنظمتها إلى الوصول إلى حساباتها و حجب معلوماتها الخاصة عبر تشفيرها.
و لا يتم فك تشفيرها إلا بدفع مبالغ مالية إلى المهاجمين وهذا ليس دائما هو الخيار الأفضل لأنه يشجع المهاجمين .
لكي أضع القارىء في الصورة فقد وصلت خسائر الشركات الإقتصادية في العالم من جراء تعطل أنظمتها المعلوماتية بسبب نوع هجمات الفدية فقط الى 30 مليار دولار! بنهاية عام 2021 حسب مصدر موقع kaspersky .
وهذا رقم مهول، و حسب دكتور مختص في المعلوماتية فإن 09 % من سكان العالم معرض للهجمات السيبرانية.
الحلول التقنية:
إن الحماية التامة ضد التهديدات السيبرانية أمر شبه مستحيل حاليا حسب الخبراء، و لكن طور العلماء عدة طرق للحد من أخطارها، أذكر أبرزها:
_تخزين البيانات الحساسة أو العامة في السحابة المحمية cloud.و الذي توفره العديد من الشركات الكبرى مثل google: drive، و Ondrive من Microsoft.
_استخدام برامج الحماية من الفيروسات على غرار kaspersky مع التحديث الدوري.
_ تجنب الفتح و التفاعل مع رسائل البريد الإلكتروني المشبوهة و المجهولة المصدر. وكذلك من الضروري التأكد من مصدر مواقع الويب لا سيما التي تقدم خدمات مالية و علمية و إخبارية.و قد أتاحت google مؤخرا ميزة جديدة تتمثل في المراسلة الآمنة حيث تتيح للمرسل تفعيل ميزة تقييد الوصول إلى رسائله الهامة، أو حذفها آليا بعد مدة زمنية يحددها المرسل، و ذلك في google chat.
أما للحفاظ على خصوصية البيانات الشخصية أو غيرها فينصح الخبراء بمنع مواقع الويب المجهولة و الغير موثوقة من تتبع تصفحك و استخدام ملفات تعريف الإرتباط أو امكانيات الوصول الأخرى وذلك من خلال اعدادات حسابك في المتصفح google مثلا.
_ التحديث باستمرار (update) لأنظمة التشغيل للكمبيوتر أو الأندريود ،من خلال الترقية إلى التحديثات الآخيرة المعروضة على الأنترنت ، و لكن من المصادر الأصلية حصريا، مثل windows من microsoft. و ذلك لمنع أي اختراق للتطبيقات و البرامج.
_ لا تقدم معلوماتك الحساسة أو الشخصية كالعنوان و اللقب و كلمة مرور الإيميل أثناء تسجيل الدخول للمواقع المشبوهة أو استخدام شبكة وافاي عامة.
_ يجب أن تختار كلمات مرور قوية مكونة من حروف و أرقام و طويلة.
_ عادة ما تكون شبكة الوافاي Wiffi الخاصة أكثر أمان من الشبكة العامة.
_ يمكن اختراق حتى الأجهزة المتصلة بأنترنت الأشياء لذا ينبغي اقتناء هذه الأجهزة من شركات كبرى معتمدة و تغيير رمز المرور السري الإقتراضي.
الخاتمة:
و كما وضحت سابقا في مدونتي، لابد من توفر ضوابط أخلاقية لمستخدمي هذه التكنولوجيا الجديدة، كي لا تنحرف عن مقاصدها إلى شقاء المستخدمين بدل إسعادهم. و السلام على أشرف المرسلين.
إرسال تعليق
لديك تعليق ارسله هنا: