الذكاء الاصطناعي يقود ثورة الجيل الخامس للاتصالات
![]() |
الذكاء الاصطناعي يقود ثورة الاتصالات |
هذا في سياق إعلان الحكومة الأمريكية عن مشروع stargate لدمج كبرى شركات التكنولوجيا كجوجل و مايكروسفت و nvidia في أضخم مشروع تطوير الذكاء الإصطناعي بقيمة 500مليار $!
منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي ، و في ظل الانتشار الواسع لشبكات الاتصال المتطورة و الأنترنت، تحول الصراع الاستراتيجي بين الدول الكبرى من الصراع التقليدي المباشر إلى الهيمنة على المعلومات و أمن البيانات (الصراع الفكري).
حيث صار الوصول إلى المعلومة أولى و أغلى من مليارات الدولارات…
هذه هي النهضة الرقمية للجيل الرابع و الخامس في العالم المتقدم على غرار الصين و الولايات م ا و بروز دول صاعدة جديدة كالهند و البرازيل و إندونيسيا ، خاصة في العقدين الأخيرين (منذ سنة 2000 إلى اليوم).
مع ظهور وسائل رقمية فائقة التكنولوجيا كأقمار الجوسسة، و الجيل الخامس من الهواتف الذكية ،و الذكاء الاصطناعي و الحوسبة الكمومية. و رغم كل هذا فحتى الى سنة 2024 ثلاثة مليار نسمة في العالم لا يستخدمون الأنترنت! اكثرهم في الهند و الصين و افريقيا.
صراع البيانات
لقد صارت خصوصية البيانات و المحافظة عليها أولوية قصوى للدول و الحكومات ، و لجأت الكثير من الدوائر الرسمية و الخاصة للحصول على بيانات الخصم الحساسة إلى وسائل مشروعة و غير مشروعة أحيانا مثل الجوسسة عبر شبكات الاتصال(الهاكرز) و الاطلاع على حسابات بعض الأشخاص عبر اختراق حسابات الشخصيات البارزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
مثل فضيحة فيسبوك Facebook مؤخرا. مما جعل خبراء المعلوماتية يتسابقون نحو إيجاد حلول تقنية لحماية خصوصية المؤسسات و الأشخاص البارزين من الهجمات السيبرانية ، في المجالات العسكرية و المدنية.
كما استغلت الكثير من الدوائر (مثل الدوائر الاستخباراتية) الجانب الإعلامي لنشر أيديولوجياتها لخدمة مصالحها الخاصة وفق دوافع عقائدية و غيرها. و عبر نشر الأخبار الكاذبة المضللة في الكثير من الأحيان ، مما صار هاجس يؤرق شركات التواصل الاجتماعي مثل تويتر و غيرها إذ شككت هذه الأخبار الغير صحيحة في مصداقية الكثير من مواقعها.
الجوال الذكي و شبكة الجيل الخامس
منذ ظهور الجيل الأول1979 في اليابان من الهواتف الخلوية تطورت هذه التكنولوجيا بشكل رهيب ، فبعد ولوج الجيل الرابع في العشر سنوات الأخيرة منذ 2009 وصل المصممون إلى الجيل الخامس الذكي 2019 بسرعة تدفق عالية تصل من 100 ميغا /ثانية إلى 1 غيبا/ثانية…
أي اسرع 10 مرات من الجيل الرابع ، و تعمل بترددات عالية اكثر من 30GHz و لكنها امواج تتلاشى في مدى قريب ، لذا تستلزم هوائيات كثيرة.حيث سيصل عدد مستخدمي الجيل الخامس 1.7 مليار مستخدم بحلول سنة 2025 (1). و قد اطلقت العديد من دول الخليج خدمة الجيل 5 منذ 2021.
و قد وصلت الصين منذ 2021 الى الجيل السادس. و لعل أهم شعار للجيل الخامس هو تحكمه في تقنية جديدة هي أنترنت الأشياء ، أي ربط كل شيء بالأنترنت : مثل أدوات المنزل ، في العمل … و هذا يوصلنا إلى مفهوم المدن الذكية (2).
فيديو حول المدن الذكية اضغط هنا
و من ابرز الشركات المتعاملة و الموزعة للجيل الخامس هي شركة هواوي Huawei التي تسيطر على معظم الشبكة حيث تمكنت من تطوير معالج 7 نانو! رغم الحظر الذي مارسته الولايات المتحدة الأمريكية على الصين في تكنولوجيا رقائق المعالجات الأقل من 10 نانو. ثم ابل ثم إريكسون ثم نوكيا ثم سامسونغ (كوريا الجنوبية).
و لكن ثم هناك غموض كبير حول شركة هواوي ، إذ نقلت الكثير من التقارير عن وجود برامج و معدات تجسس في محطات و هوائيات الموزع هواوي الصينية في الكثير من الدول الإفريقية . الأمر الذي جعل كبريات الدول الغربية كأمريكا و فرنسا تضع رقابة صارمة عليها.
أقمار الجوسسة و أقمار الاتصالات :
منذ نهاية ستينيات القرن الماضي بدأ سباق الصناعات الفضائية بين الاتحاد السوفيتي سابقا و الولايات المتحدة الأمريكية (NASA) ، و بدا معها ظهور الأقمار الصناعية ، و في العقود الأخيرة تطورت هذه الصناعة كثيرا لتكشف عن أسرارها و استخداماتها في معظم المجالات : العسكرية ، رصد المناخ و الكوارث الطبيعية ، الاتصالات ، الملاحة الجوية..أقمار الاستطلاع و الجوسسة
هي أقمار تصوير مثبتة في مدارات منخفضة بين 200 كلم إلى 2000 كلم من الأرض لتتمكن من إرسال صور فائقة الدقة ، حيث أنها مزودة بعدسات متطورة خاصة في المجال العسكري (الجوسسة). و هي تدور باستمرار حول الأرض بسرعة أعلى من سرعة أقمار المدارات المرتفعة لتحافظ على ثباتها نظرا لقربها من جاذبية الأرض.و مدارها المنخفض يسمح لها بالحماية من الرياح الشمسية التي تضرب الأرض حوالي كل 20 سنة. و الذي يحميها هو الغلاف الجوي للأرض. و أطلق المغرب مؤخرا قمر من هذا النوع.
أقمار الإتصالات
يختلف هذا النوع من الأقمار كثيرا عن النوع السابق ، حيث أنها مثبتة في مدارات عالية قد تصل إلى 36 الف كلم من سطح الأرض ، و تدور بنفس سرعة دوران الأرض حول نفسها و كأنها ثابتة Géostationnaires و هذا لتغطية مجال جغرافي معين ، مثل أقمار البث التلفزيوني المثبتة فوق دولة او إقليم معين من الدول كشمال إفريقيا مثلا.
و هذا مناسب لشبكة الاتصالات الإعلامية . و هذا ليس دورها الوحيد إذ يمكن استخدامها في تطبيقات أخرى كالرصد الجغرافي..
من خصائص مدارها المرتفع أنه يحميها من الاصطدام بالنفايات الفضائية الصغيرة (بقايا المركبات الفضائية) ، و لكنها عرضة لإشعاعات الرياح الشمسية الخطيرة ( توجد خارج الغلاف الجوي للأرض) لذا تتطلب تكنولوجيا حماية عالية.
و للذكر فإن الجزائر تملك قمر من هذا النوع بالشراكة مع الصين Alcomsat 1 .
لمشاهدة فيديو الأقمار الصناعية في قناتي على اليوتيوبskygate
شبكة starlinks
أعلن الون ماسك صاحب شركة spacex الفضاء عن إطلاق مشروع ستارلينك و هو عبارة عن شبكة من 4 آلاف قمر صناعي صناعي للاتصالات مثبتة على مدارات منخفضة 200 الى 400 كلم فقط من الأرض. و هذا لتعزيز نشر الأنترنت و توصيلها الى المناطق الجغرافية النائية عبر العالم التي لا يمكن توصيلها عبر الكوابل.و لكن تكلفتها عالية و خاضعة للإدارة الأمريكية و سياساتها. و تكمن خطورتها في تحويلها لشبكة استخباراتية أمريكية و خيار إسقاطها مباشرة غير عملي و لكن طورت الصين نظام عبر الليزر للتشويش و تعطيل تلك الأقمار . و بالمقابل أطلقت الصين منذ 2021 شبكة اقمار صناعية مماثلة.
و امام هذا الاستقطاب العالمي ليس لدى الدول النامية سوى تنويع شركائها و تفادي الاعتماد على قطب واحد.
معضلة النفايات الفضائية
بعد أن لوثت حضارتنا المعاصرة كوكب الأرض، انطلقت الى تلويث الفضاء(مدارات الأقمار الصناعية)! و ذلك خصوصا مع زيادة عدد إطلاق الاقمار الصناعية منخفضة المدار كشبكة ستارلينك السالفة الذكر. و يكمن خطر النفايات الفضائية و هي بقايا اصطدام اقمار منتهية الصلاحية مهجورة مع اقمار أخرى لينتج عن الصدام آلاف الاجسام الصغيرة (عدة سنتيمترات الى امتار) الهائمة في الفضاء في مدارات منخفضة من 100 كلم الى الفين كلم.و يقول الخبراء أن أقرب جسم ( بارتفاع الفين متر) يستغرق 25 سنة ليقع على الارض(في المحيط عادة) بينما يبقى لمئات السنين! ليقع على الأرض اذا كان في مدارات مرتفعة.
و أمام هذا الوضع اجتهدت كبرى مخابر الأبحاث الفضائية خاصة في اوروبا و فرنسا خاصة لإيجاد حلول عاجلة، منها مشروع يجرب في جزر الكناري في اسبانيا يعتمد على تغيير مسارات الاجسام الفضائية(الأقمار الصناعية) عبر تقنية الليزر لتفادي التصادم. و لكن نسبة قليلة من وكالات الفضاء استجابت لاحترام قواعد انتاج اقمار صناعية مستدامة، اي تعود الى الارض بعد انتهاء طاقتها و صلاحيتها.
المصادر: (1) :الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول.
C'est un résumé bien fait, bonne continuation
ردحذف