بسم الله الرحمان الرحيم
هل خلق الإنسان مباشرة أم نشأ عبر التطور
منذ اكثر من عشرين سنة أثار انتباهي سؤال مثير مفاده: ذكر الأوساط الإعلامية لنظرية غريبة عن مجتمعنا حول أصل الإنسان، حول نظرية التطور المتمخضة عن الفكر الغربي يزعم التنوير و لكن يخفي خلفيات ايديولوجية.
تصور تلك النظرية الإنسان الأول في حضيض البدائية كالبهائم! و هو ما يناقض النصوص الصريحة لقصة آدم العالم الواردة في الديانات السماوية. ﻓﺄي ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ؟
و ﻣﺎ ﻫﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺸﺎﻓﻴﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ؟
 |
| اكتشافات ما قبل التاريخ بسطيف الجزائر |
أنا لست عالم بالمستحاثات و لكن سأحاول إن شاء الله إيصال الإجابة الأقرب إلى الصواب عن معظم هذه الأسئلة. و هذا من أدلة مصدريين موثوقين.
المصدر الأول هو الكتاب و السنة الصحيحة، و ندعم هذا بأصح نظريات و اكتشافات العلم الحديث.
بعيدا عن بعض الخرافات التي لا تستند إلى أدلة قوية .
تنبيه هام!
_ ما ورد في محكم القرأن الكريم و
النصوص الصحيحية للسنة حول هذه المسألة
مجملا يجب الإيمان به يقينا دون شك.
- الكلام هنا حول التفاصيل الزمنية بالأدلة
العلمية التي لا تناقض الدين.
_ لا يوجد تعارض بين الفهم الوسطي للدين
و العلم الحديث و لكن بالموضوعية و ليس
بخلفيات ايديولوجية (الانحياز المسبق لرأي
معين ، قال الله عز و جل ( قل سيروا في
الأرض ثم انظروا كيف بدا الخلق) "العنكبوت
:20".
الأدلة الشرعية:
روى الطبراني في المعجم الكبير(7545/8/118) أن رسول الله (ص)سؤل انبي آدم قال نعم ،قيل كم بينه و بين نوح و ابراهيم قال "عشرة قرون" قال كم كان بين نوح و ابراهيم قال "عشرة قرون" ، قال كم كانت الرسل يا رسول الله قال "ثلاث مئة و خمسة عشر". و روى مثله في االمعجم الأوسط [(403) 1\ 128] .
*القرن يحتمل معنى آخر أكثر من 100 عام ، عمر حضارة قوم أو جيل. و أنا لا نجزم بصحة بعض هذه الأرقام حيث أن بعضها مؤخوذ من الإسرائيليات (التي لا تصدق و لا تكذب) و لكنها أقرب إلى الصواب من الأرقام التي تتحدث عن أكثر من 2 مليون سنة المرفوضة و البعيدة عن الواقع.للاطلاع على مزيد من الأدلة طالع أصل الإنسان
إنسان بلتداون : أكذوبة علمية كبيرة:
شاهد فيديو مؤثر للدكتور زغلول النجار حول هذا الموضوع (ابحث على اليوتيوب)
من اهم الأدلة العلمية الناقضة لنظرية التطور فضح العلماء حديثا سنة 1953 منهم وينر و لجروس كلارك و اوكلي لخدعة قام بها عمدا المتهم تشارلز داوسون عالم حفريات سنة 1912.
حيث قام بتزوير لجمجمة إنسان حديث مع فك لقرد في بريطانيا و ادعى انه وجد الحلقه المفقودة بين القرد و الإنسان ‼
و قد أثبت العلماء مؤخرا 2003 مهنة التزوير لداوسون التي لاقت رواجا بين الكثير من العلمانيين من غير تثبت للأدلة .و لقد ذكر هذه الخدعة الدكتور زغلول النجار في محاضراته في الإعجاز العلمي في القرآن.
 |
| كهف جنوب فرنسا عمره 17000 ق.م |
بدأ خلق الإنسان بين الدين والعلم
و لنبدأ بمعونة الله كشف الحقائق على احد اكبر الجدليات التاريخية بين العلماء. اولا المنظور الديني لمسألة وجود الإنسان هي صريحة وواضحة بأدلة المسلمين القرآن و السنة .
و حتى نصوص اهل الكتاب في سفر التكوين و غيره تنص مجملا على ان الله خلق آدم من طين ثم نفخ فيه من روحه و هو أول إنسان.
قال تعالى ( و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون) "الحجر 26" و قال تعالى (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين) " ص :71"
و هذا ينافي تماما نظرية التطوريين على رأسهم داروين التي تزعم أن الإنسان هو آخر حلقه من تطور الكائنات الحية عبر ملايين السنين عن طريق الصدف ‼
أي أن هذه النظرية تربط بين خلق الكون و خلق الإنسان.
و هناك طائفة قليلة من علماء المسلمين حاولت الجمع بين الدين و التطوريين ، فأثبتت وجود قوة موجهه أي الله وجهت نشأة الإنسان و لكن ليس مباشرة بل عبر ملايين السنين .
لقد تبين خاصة مؤخرا نقض هذه النظرية حتى من الغربيين أنفسهم، وجمع كبير من طلاب الكليات البريطانية و غيرها ( حركة الخلقيين) خاصة منذ سنة 2004 م الرافضة لنظرية التطور.
و لقد رد على هذه المغالطة الكبيرة نصوص الكتاب و السنة الصريحة كما أسلفنا ذكر بعضها، و كقول الله عز و جل في سورة أل عمران"59" (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).
_ الدليل العلمي:
ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺛﺔ:
)1 ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﺄﻟﻖ ﺍﻟﺤﺮﺍري: dating thermoluminescence
)2 ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ
14 ﺍﻟﺸﻬﻴﺮة:
ﺍﻟﻤُﺘَﺤَﺠِّﺮَﺍت)ﺑﺎﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔFossil) :ﺍﻟﻤُﺴْﺘَﺤَﺎﺛَﺎت ﺍﻷُﺣْﻔُﻮرة ﺃﻭ ﺍﻟﻤُﺘَﺤَﺠِّﺮَة( ﻫﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺣﻴﻮﺍن ﺃﻭ ﻧﺒﺎت ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺃﻭ ﻣﻄﻤﻮرة ﺑﻌﺪ ﺗﺤﻠﻠﻬﺎ ﺧﻼل اﻷﺣﻘاب ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ.ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ اﻟﺤﻔﺎﺋﺮ للاﻧﺴﺎن واﻟﺤﻴﻮﺍن ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﻮﻧﺘﻮﻟﻮﺟﻲ.
ﻳﻌﻮد ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﻭاﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ '' ﻭﻳﻼرد ﻟﻴﺒﻲ ﻓﺮﺍﻧﻚ'' ﺍﻟﺬي اﻛﺘﺸﻒ ﻣﺎدة ﻧﻈﻴﺮ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ 14، ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻲ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻧﻮﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎء ﻋﻠﻲ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ﻫﺬﺍ ﻋﺎﻡ 1960، ﻭﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم 7 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ .1980
ﻃرق ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﺎﺛﺎﺕ:
ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻫﺬه ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎس ﺍﻹﺷﻌﺎﻋﺎت ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﺮﺳﺘﺎﻝ ﺍﻻﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺃ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎﻝ، اي ﻗﻴﺎس ﺃﻭﻝ ﻣﺮة ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﻀﻮﺀ ﻟﻬﺬه الأدوات ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺴﺨﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺑﻬﺬه ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ %40
ﻭ ﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺱ ﻛﻤﻴﺔ ﺫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ 14 ﺍﻟﻤﺸﻊ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻋﻞ
ﺍﻹﺷﻌﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻴﺘﺮﻭﺟﻴﻦ "ﺍﻵﺯﻭت"، ﻭ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮن14 ﻫﻲ 1 ﻣﻦ ﺑﻠﻴﻮﻥ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ 12 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎدة ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﻔﻜﻚ ﺑﻤﻌﺪﻝ ﺛﺎﺑﺖ)ﻛﻞ 1ﻏﺮﺍم ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﻞ 5700ﺳﻨﺔ ﻳﺘﻔﻜﻚ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪروﺳﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، للمزيد طالع كتاب أصل الإنسان بين العلم و الدين
و يقدر العلم الحديث زمن ظهور إنسان
homosapiens الحديث ب 35 الف سنة و
هذا يطابق إلى حد ما النصوص الشرعية، حيث
وجد آثار بشرية في كهوف جنوب فرنسا و
إسبانيا للإنسان الحديث تعود إلى 30_ 35 ألف
سنة .
و كذلك بجنوب إفريقيا و بوادي إيغود بالمغرب (300 ألف سنة) كما أورد الدكتور هوبلين.
و اصل المشكلة يقع حين يقول الكثير من العلماء بوجود انسان نيادرتال( الذي يحتمل انه مخلوق عاش قبل آدم عليه السلام و الله اعلم) الذي يعود عمره من نصف مليون إلى 2 مليون سنة ويربطونه باصل الإنسان الحالي (أوموسابينز) و كذلك الربط بين خلق الكون و خلق الإنسان‼
القرآن لا ينفي صراحة وجود مخلوقات ذكية قبل البشر و لكن لا علاقة لها بالبشر او بآدم لانه خلق مباشرة من الطين.
معلومات عن كهف لاسكو على موقع geonames.org"
_ صور المستحاثات من google
و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين.
تمت بحمد الله بالبليدة يوم :18 صفر 1441ه/17 10
2019م.
موفق ان شاء الله
ردحذف